“اغفروا لبعضكم”
“اغفروا لبعضكم”
جميعنا تعرض لمواقف صعبة في حياته عانى بها من الظلم أو الأذى أو جرحنا من قبل أشخاص قريبين على قلوبنا .قد تكون احدى هذه المواقف أن قريبنا لم يكن حساساً بما فيه الكفاية ليشعر بك . أوقد يكون فرد من أفراد الأسرة كذب علينا بخصوص أمر مهم بالنسبة لنا ، أو قد جرحك زميل لك في العمل أو أحد أحبائك …كل هذه المواقف تولد مشاعر الغضب أو الحقد بداخلنا.
الغضب أو الحقد تم إثبات قوتهما في التأثيرعلينا صحياً…. الغضب يجعلنا أسيراً له بعبارة أخرى فإن الحرية تكمن في الغفران و المسامحة..و بالتالي
من خلال مسامحة الأشخاص الذين أساءوا إلينا يمكننا أن نتحرر من أسر الغضب .. من ناحية أخرى نعلم جيداً أنه من الصعب في بعض الأحيان تجاهل المشاعر السلبية للغضب أو احساس الظلم الذي نشعر به
فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ
الله يفكر في سلامتنا في جميع الظروف وأظهر لنا ذلك من خلال ابنه يسوع ينصحنا أن نغفر لبعضنا البعض لكن في بعض الأحيان لا يمكننا ذلك على الرغم من أننا نريد أن نغفر ونسامح…هذا بسبب اننا لا نستطيع السيطرة على مشاعرنا…مثلاً لو كنا غاضبين من أحد أفراد اسرتنا كل ما يتعين علينا القيام به هو أن نتذكر ما هو مكتوب في الكتاب المقدس وأن نطلب مساعدة الرب فالرب يقول في كتابه المقدس
مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا ”
في كل مرة نريد أن نغفر للشخص الذي تسبب في إهانتنا أو جرح مشاعرنا بالتأكيد قد نفكر أنه لا يستحق ان نسامحه…. و لكن نعلم أن “المسامحة والغفران “قد تكون غير ممكنة بمثل هذه المواقف لكن يجب أن تعلم أن الذي يسامح هو الذي يتحرر و ينال الشفاء و ليس الشخص المخطئ لذلك بدلاً من التفكير أن الشخص المخطئ في حقنا بعبارة أخرى نظن أنه غير مستحق أن نسامحه يجب أن توجه هذا السؤال لنفسك أيضآ هل انت مستحق أن تنال الحرية أو تغفر لك خطاياك في حال كنت أنت الشخص المخطئ ؟
وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ. “
والأهم من ذلك كله عندما نُجرح من شخص ما نتيجة لذلك نحن لا نعود نرى ايجايبات الشخص الذي غضبنا منه . علاوة على ذلك نعتقد أنه شخص سيء…. من ناحية أخرى لو فكرنا بأنفسنا قليلا سنلاحظ أننا نحن أيضا لسنا بلا عيب و نحن أيضا نخطئ لبعض الأشخاص في مختلف مواقف الحياة
و الكتاب المقدس يتحدث عن هذه النقطة بحيث يقول باختصار
” إذ الجميعُ أخطأوا وأعوَزَهُمْ مَجدُ اللهِ، مُتَبَرِّرينَ مَجّانًا بنِعمَتِهِ بالفِداءِ الّذي بيَسوعَ المَسيحِ، الّذي قَدَّمَهُ اللهُ كفّارَةً بالإيمانِ بدَمِهِ، لإظهارِ برِّهِ، مِنْ أجلِ الصَّفحِ عن الخطايا السّالِفَةِ بإمهالِ اللهِ،
ضحى يسوع بنفسه ليغفر لنا خطايانا ليس لأننا نستحق ذلك..!
باختصار فعل يسوع ذلك بسبب لطفه ورحمته بالإضافة إلى ذلك لم يغضب أبدًا ممن أهانوه و آذوه عندما صلبوه بل صلى من أجلهم حتى
مذكور أنه:
” ولَمّا مَضَوْا بهِ إلَى المَوْضِعِ الّذي يُدعَى «جُمجُمَةَ» صَلَبوهُ هناكَ مع المُذنِبَينِ، واحِدًا عن يَمينِهِ والآخَرَ عن يَسارِهِ. فقالَ يَسوعُ: «يا أبَتاهُ، اغفِرْ لهُمْ، لأنَّهُمْ لا يَعلَمونَ ماذا يَفعَلونَ». وإذ اقتَسَموا ثيابَهُ اقتَرَعوا علَيها
الحقيقة نعم أننا قد لا نستحق ما يحصل لنا من أذى أو تلك المواقف التي تعرضنا لها من أشخاص معينين في حياتنا لا نستحق أن نجرح من أحد فتلك الجروح تترك أثرا فينا …لكن أن تسامح شخصاً أو تعذر منه لا يعني أنك كنت أنت المخطئ كما هو معروف في مجتمعاتنا ..لكن يجب أن ننظر ليسوع المسيح كمثال وقدوة لحياتنا و نطبق وصاياه
الّذي عِندَهُ وصايايَ ويَحفَظُها فهو الّذي يُحِبُّني، والّذي يُحِبُّني يُحِبُّهُ أبي، وأنا أُحِبُّهُ، وأُظهِرُ لهُ ذاتي»
المراجع حسب الكتاب المقدس
(أفسس ٤ :٣٢) (روميَةَ ٣: ٢٢-٢٥) (لوقا ٢٣: ٣٣-٣٤ )
