هل يجربنا الله بالمصائب؟

هل يجربنا الله بالمصائب؟
هل المصائب هي عقوبة من الله لنا؟ يتبادر دائماً إلى ذهننا في أوقات المشاكل أسئلة كثيرة …ومن ضمنها هل الله يجربني ؟ بما اخطأت حتى يعاقبني الله هكذا ؟ هل هذا إمتحان لإيماني ؟ و من حقك أن تفكر بهذه الأفكار عن الله لأنك تمر بوضع صعب جداً. أكثر نبي يخطر في بالنا عند أوقات الشدة هو النبي أيوب لدرجة أننا أصبحنا في أيامنا هذه نشتشهد به كمثال. وقدوة للصبر فكثير منا يصلي لله قائلاً .:يا الله صبر أيوب بمعنى أنه يطلب صبراً كأيوب النبي


بالمناسبة حتى أيوب النبي نفسه افتكر مثلك و قال. في الكثير من المرات أن المصائب التي يمر بها هي إمتحان من الله أو عقوبة بسبب خطية إرتكبها. هو و الكثير من الأفكار التي قد تخطر في ذهننا اليوم. فلا ننسى أن أيوب أيضاً رغم كونه نبي من الله هو إنسان أيضاً .وهو معرّض للمصائب كما نحن دعونا نرى قصة أيوب النبي بإختصار كما هو مذكور في الكتاب المقدس. يقول الكتاب المقدس في سفر أيوب الاصحاح الأول. :

كَانَ رَجُلٌ فِي أَرْضِ عَوْصَ اسْمُهُ أَيُّوبُ. وَكَانَ هذَا الرَّجُلُ كَامِلًا وَمُسْتَقِيمًا، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ. وَوُلِدَ لَهُ سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلاَثُ بَنَاتٍ. وَكَانَتْ مَوَاشِيهِ سَبْعَةَ آلاَفٍ مِنَ الْغَنَمِ، وَثَلاَثَةَ آلاَفِ جَمَل، وَخَمْسَ مِئَةِ فَدَّانِ بَقَرٍ، وَخَمْسَ مِئَةِ أَتَانٍ، وَخَدَمُهُ كَثِيرِينَ جِدًّا. فَكَانَ هذَا الرَّجُلُ أَعْظَمَ كُلِّ بَنِي الْمَشْرِقِ. وَكَانَ بَنُوهُ يَذْهَبُونَ وَيَعْمَلُونَ وَلِيمَةً فِي بَيْتِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي يَوْمِهِ، وَيُرْسِلُونَ وَيَسْتَدْعُونَ أَخَوَاتِهِمِ الثَّلاَثَ لِيَأْكُلْنَ وَيَشْرَبْنَ مَعَهُمْ. وَكَانَ لَمَّا دَارَتْ أَيَّامُ الْوَلِيمَةِ، أَنَّ أَيُّوبَ أَرْسَلَ فَقَدَّسَهُمْ. وَبَكَّرَ فِي الْغَدِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى عَدَدِهِمْ كُلِّهِمْ، لأَنَّ أَيُّوبَ قَالَ:

«رُبَّمَا أَخْطَأَ بَنِيَّ وَجَدَّفُوا عَلَى اللهِ فِي قُلُوبِهِمْ». هكَذَا كَانَ أَيُّوبُ يَفْعَلُ كُلَّ الأَيَّامِ. وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ. فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «مِنَ أَيْنَ جِئْتَ؟». فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ:

«مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ، وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا». فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ». فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ:

«هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ. وَلكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ، فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ».

فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ، وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ». ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ. وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَأَبْنَاؤُهُ وَبَنَاتُهُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ خَمْرًا فِي بَيْتِ أَخِيهِمِ الأَكْبَرِ. أَنَّ رَسُولًا جَاءَ إِلَى أَيُّوبَ وَقَالَ:

«الْبَقَرُ كَانَتْ تَحْرُثُ، وَالأُتُنُ تَرْعَى بِجَانِبِهَا، فَسَقَطَ عَلَيْهَا السَّبَئِيُّونَ وَأَخَذُوهَا. وَضَرَبُوا الْغِلْمَانَ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَنَجَوْتُ أَنَا وَحْدِي لأُخْبِرَكَ». وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذْ جَاءَ آخَرُ وَقَالَ: «نَارُ اللهِ سَقَطَتْ مِنَ السَّمَاءِ فَأَحْرَقَتِ الْغَنَمَ وَالْغِلْمَانَ وَأَكَلَتْهُمْ، وَنَجَوْتُ أَنَا وَحْدِي لأُخْبِرَكَ».

وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذْ جَاءَ آخَرُ وَقَالَ.: «الْكَلْدَانِيُّونَ عَيَّنُوا ثَلاَثَ فِرَق، فَهَجَمُوا عَلَى الْجِمَالِ وَأَخَذُوهَا. وَضَرَبُوا الْغِلْمَانَ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَنَجَوْتُ أَنَا وَحْدِي لأُخْبِرَكَ .” أيوب 1 :1 -18

قبل أن نكمل في القصة اسمح لي أن أسألك ماذا كنت ستفعل لو مريت بكل هذه المصائب؟ أرجو منك أن تقول لنا رأيك ..أما بالنسبة لما قاله أيوب فقد قال هذا :فَقَامَ أَيُّوبُ وَمَزَّقَ جُبَّتَهُ، وَجَزَّ شَعْرَ رَأْسِهِ، وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ. وَقَالَ:

«عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا نرى من خلال ما قرأناه أن أيوب لم يخطئ إلى الله. رغم كل هذه المصائب و من ذلك يجب أن نأخذ أيوب كمثال يحتذى به لنسلك حياتنا بالإيمان مع الله.

يقول الرب في الكتاب المقدس أنه غير مجرب بالشرور .أي أن الله لا يجرب البشر و لا يستمتع بألمهم و الشر كله أصلاً ليس من الله .فإن الله لا يستغني عنا و لا يبات مديوناً لأحد. فيمطر على الأبرار و الأشرار و هو صالح و أمين و يحب الإنسان الخاطي و الإنسان الصالح أيضاً .

الستر من المصائب

المجرب بالشر هو إبليس. علينا أن ندرك هذه الحقيقة لكي لا نجعل هناك مسافات كبيرة بيننا و بين الله الله يحبنا. و لا يرغب أبداً بأن يجعلنا نتعرض للشر قد يتبادر إلى ذهنك الآن إذاً من أين تأتي كل هذه المصائب ؟ معك حق أن تسأل هذا السؤال طبعاً لكن الرب واضح جداً في الكتاب المقدس و يعلمنا أن الألم. يكون نتيجة خطايانا نحن أو قد تكون تجربة من إبليس
و يجب أن نكون مع الله في كل الظروف. سواء كان في المصائب أو في أوقات الفرح و يقول الرب في الكتاب المقدس في سفر عبرانيين 13 :6 -9
حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: «الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟» اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ. يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ. لاَ تُسَاقُوا بِتَعَالِيمَ مُتَنَوِّعَةٍ وَغَرِيبَةٍ، لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُثَبَّتَ الْقَلْبُ بِالنِّعْمَةِ، لاَ بِأَطْعِمَةٍ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهَا الَّذِينَ تَعَاطَوْهَا.

إذاً مهما تكون المصائب والمشاكل المحيطة بنا .يعلمنا الكتاب المقدس أن نثق بالرب فهو يعيننا و يشجعنا. ان نسمع ونتعلم من تجارب الشيوخ الكبار في الإيمان .و الأهم من كل ذلك أن نتعلم من يسوع نفسه. كيف نسلك في المصائب
فهو أكثر الأشخاص الذي تحمل كل ألم و كل معاناة بسبب خطايانا. نحن و وصل ذلك لمرحلة أنه قبل الموت لأجلنا و هذه بالفعل هي خطة الله لخلاص البشرية


أي بمعنى آخر ان الله يشعر بنا و يحزن لحزننا و يفرح لفرحنا. لأنه عاش على الأرض مثلنا في يسوع المسيح لذلك أفضل شخص ممكن أن نتعلم منه هو شخص يسوع المسيح. نفسه و في نفس الوقت نرى أن يسوع المسيح الذي عاش كما ينبغي لنا نحن المؤمنين أن نعيش. يعلمنا أن نبقى في علاقة دائمة مع الله. من خلال الصلاة باسم يسوع المسيح فهو الوحيد القادر أن يفهمك و يشعر بك تماماً.


إذاً لنبدأ كل شيء بالصلاة فالله يحبك #ابدأ_بالدعاء