سر التغيير في حياتي

سر التغيير في حياتي

أتذكر كم كان أبي شخصاً قاسياً أتذكر جيداً كيف كان يضرب أمي و يجعل الدم يسيل على كل وجهها و تصل به المراحل حتى أن يربط أمي من شعرها في حديقة بيتنا

كان عمري خمس سنوات عندها و أتذكر أنه بدأ يعاني من فقدان الذاكرة و هذه الأمور كلها جعلتني أشعر بالألم فأنا تعرضت للكثير من الصدمات و عانيت كثيراً في حياتي و خاصة عندما كان أبي يضرب أمي و أنا أتوسل إليه أن لا يضربها فذلك كان يشعرني بعدم الأمان و خوف شديد

كل يوم كانت تتعرض فيه امي للأذى أو العنف كنت أنجرح كثيراً و أشعر بإحباط و خيبة أمل كبيرة لكن الحقيقة عندما بدأت أكبر لاحظت شيئاً إيجابياً ألا وهو أنني شخصية قوية و ثابتة و كل هذا كان بسبب الظروف التي عانيت منها في طفولتي

بعد سنوات آمن أبي بالمسيح و رغم أنه كان يعاني من الزهايمر كان لديه عطش روحي كبير و كان دائماً يبحث ويقرأ في كلمة الرب و يبحث عن الشبع الروحي من ثم مات و هو على هذه الحال ….الحقيقة فكرت كثيراً و شعرت بمشاعر كثيرة عند موته و لكن ما أدركته أن أبي الذي كنت أظن أنه سبب ألماً كبيراً في حياتي كان السبب أيضاً في أن أكون شاكرة وممتنة أيضاً في حياتي

لا داعي لأن يكون هناك سبب لكي نشعر بالامتنان و الشكر لله في حياتنا فالمتذمر لا يشكر الله مهما كانت هناك أسباب تدعوه للشكر و أما الأشخاص الممتنين و القنوعين بنعمة الله فنجدهم يشكرون الله على أبسط الأمور و بكل رحابة صدر

عش حياتك و أنت ممتن و مقتنع بنعمة الله لك